عادت فضائح الفساد المرتبطة بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى الواجهة مرة أخرى، بإعلان الادعاء الأميركي أن شركة التسويق الرياضي الأرجنتينية «تورنيوس اي كومبتنسياس» وافقت على دفع 112.8 مليون دولار كتسوية في قضية مرفوعة ضدها في الولايات المتحدة، على خلفية فضيحة فساد مرتبطة بالاتحاد.

وذكر مكتب المدعي العام للمقاطعة الشرقية من نيويورك الثلاثاء أن الشركة «أقرت بدورها في برنامج امتد 15 عامًا، تضمن دفع عشرات ملايين الدولارات من الرشى والعمولات لمسؤول بارز في (فيفا) لضمان الحصول على دعمه في قضية ترتبط بحقوق بث مباريات كأس العالم 2018، 2022، 2026 و2030».

واشنطن تتوعد: الشركات التي تعتمد على النظام المالي الأميركي لكسب العائدات من خلال الرشى، ستتم محاسبتها

أموال ملوثة
وتنص التسوية المبرمة على تجنيب الشركة الملاحقة القانونية في حال عدم ارتكاب مخالفات خلال السنوات الأربع المقبلة، على أن تدفع الغرامات وتعيد العائدات المالية «الملوثة»، وفق «فرانس برس».

ووصف الادعاء الأميركي التسوية بأنها «تمثل خطوة إضافية مهمة في جهودنا المتواصلة لاستئصال الفساد في كرة القدم الدولية، وتبعث رسالة مهمة أن الشركات التي تعتمد على النظام المالي الأميركي لكسب العائدات من خلال الرشى، ستتم محاسبتها».

كان الادعاء وجه اتهامًا إلى 40 مسؤولاً في الاتحاد الدولي وشركات إعلانية بطلب ونيل عشرات ملايين الدولارات من الرشى والعمولات في قضية أثارت أزمة غير مسبوقة في أعلى سلطة كروية في العالم.

إقامة جبرية
وأقر العديد من هؤلاء بالاتهامات المنسوبة إليهم ووافقوا على التعاون مع المحققين في مقابل خفض محتمل للعقوبات بحقهم. كما وجهت الاتهامات إلى شركتين في القضية نفسها. ولا يزال خمسة منهم تحت الإقامة الجبرية في الولايات المتحدة، ويواجهون محاكمة أمام قاضٍ فيدرالي، قد تبدأ نهاية السنة المقبلة.

واستقال رئيس الاتحاد الدولي، السويسري جوزيف بلاتر قبل عام ونصف، بعد أن قضى نحو 18 عامًا في المنصب على خلفية فضائح الفساد هذه، كما تم إيقافه ستة أعوام عن مزاولة أي نشاط مرتبط بكرة القدم.