من طفل ضمن ميليشيا للمتمردين، إلى مغنٍ يكرس حياته للغناء من أجل السلام، هكذا يمكن اختصار قصة «استبيان»، ذلك الفتى الكولومبي.

كان استيبان في الثالثة عشرة من عمره فقط حين انضم إلى متمردي فارك في كولومبيا، وأمضى نصف عمره في صفوفهم، لكنه اليوم ترك السلاح جانبًا وانطلق على خشبات المسارح مغنيًا للسلام، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ويقول استيبان في إحدى أغنياته التي رددها مساء السبت في مؤتمر عقده المتمردون، القوات المسلحة الثورية الكولومبية فارك، للمصادقة من جانبهم على اتفاقية السلام مع الحكومة «لسنا سيئين، ولسنا مغتصبين، كل هذا كذب، نحن متعاونون من أجل السلام، السلام في كولومبيا».

من شأن هذه الاتفاق إن تم فعلاً أن ينهي 52 عامًا من الصراع المسلح

ومن شأن هذه الاتفاق إن تم فعلاً أن ينهي 52 عامًا من الصراع المسلح بين الحكومة الكولومبية ومتمردي فارك الشيوعيين. وفي حال صادق المتمردون على الاتفاق، سيوقع في 26 سبتمبر، بحضور الرئيس خوان مانويل سانتوس، والقائد العام لقوات المتمردين تيموليون خيمينيس الملقب بـ«تيموتشينكو».

ويقول هذا المقاتل الشاب البالغ من العمر 26 عامًا لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية في مدينة إل ديامنتي، في كاغوان المعقل التاريخي لفارك جنوب شرق كولومبيا: «أنا سعيد جدًا لأننا سنرتاح من الحرب، كلنا أشقاء، لا ينبغي أن نقتل أنفسنا، وهذه هي الرسالة التي أقولها في الأغنية».

ولا يبدو أن الحماسة للسلام تقتصر على استيبان بيريز، بل إن الجمهور الذي حضره من المقاتلين في «جبهة فيليب رينسون» أقوى فصائل فارك، تمايلوا وتفاعلوا مع أغانيه.

ومن المعجبين به غابرييل البالغ من العمر 35 عامًا، وهو مقاتل يرتدي الزي العسكري ويعتمر قبعة المتمردين الشيوعيين، ويقول: «استيبان موهوب جدًا، أنا أجده ممتازًا».

يستمر مؤتمر المتمردين حتى 23 سبتمبر، ويشارك فيه 200 مندوب، ويتوقع أن يسفر عن قرار تحويل الميليشيا إلى حزب سياسي، وإقرار اتفاقية السلام، لإنهاء حرب ضروس أدت إلى 260 ألف قتيل، و45 ألف مفقود، و6.9 مليون مهجر.

يأمل استيبان إن حل السلام فعلاً في بلده، ليس فقط أن ينطلق في مسيرة فنية واعدة، بل أيضًا أن يلتقي بوالدته التي تعيش في كالي على بعد 600 كيلو متر من إل ديامنتي، والتي لم يرها منذ انتسابه إلى صفوف المتمردين قبل 11 عامًا.