فوجئت الأوساط الثقافية بفيديو من إنتاج وزارة الثقافة والمجتمع المدني ضمن حملة نشاطات "اليوم العالمي للمرأة"، الذي من المفترض أن يحمل قيمة تحاكي هذا اليوم.

وأعربت الكثير من الناشطات الليبيات، على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، استهجانهن الفيديو الذي يصور المرأة غير قادرة على اتخاذ قرار بسيط مثل زيارة عائلة إلا بموافقة الأخ أو الأب أو الزوج.

فتقول الصحفية ليلى المغربي، تعليقًا على الفيديو: هل هي مزحة أم مهزلة؟ هذا الفيديو هو رسالة تقول: إن المرأة عاجزة حتى عن القيام بزيارة اجتماعية! في وقت نحتاج فيه للاحتفاء بالمرأة وما حققته من إنجازات سعت لها بمجهود لا يمكن الاستهانة به أو التقليل منه، وهو كذلك مناسبة لترسيخ هذه الإنجازات والبحث في قضايا لا تزال المرأة تعانيها.

وطالبت الناشطة الحقوقية ماجدولين عبيدة وزارة الثقافة في ليبيا بإلغاء الفيديو الإعلاني، الذي تصوَّر فيه المرأة ككيان ضعيف لا يمكنه أخذ القرار للذهاب لزيارة اجتماعية ويهين المرأة الليبية ويجعل من الرجل وصيًّا عليها وكأنها مجرد رقم بالمنزل، على حد قولها.

أما الشاعرة سعاد سالم فكتبت: "فيديو وزارة الثقافة للوهلة الأولى سمج وساذج، ذكَّرني بفئة من نساء ليبيا اللاتي لا يمثلهن أحد، سجينات العرف وإماء التقاليد وإن كنّا جميعًا أصابنا منها ما أصاب ولو بنسبة أقل من بعضهن، اللاتي يتنفسن فقط بمشوار صغير لقريبة. يا نساء ليبيا اللاتي لم تسجل معاناتكن فعلا ولا أرقام للأميات منكن وللمستعبدات اقتصاديًّا للقاصرات المتزوجات وللقاطنات في المناطق النائية للاتي لا يملكن غير خيالهن ليواصلن العيش وللاتي لا يعرفن حتى اللحظة ما معنى حق وما معنى انتهاك، أرجو في يوم ما أن تعثر عليكن الحياة وأن تعاد صياغة الوطن كما يليق بكن وبنا. عمومًا رد فعل الممثلة أو المؤدية بنهاية الفيديو غاص في قلبي وآلمني، كأنني سمعت هذه الكلمات في مكان ما، ربما في أكثر من مكان".

وفي وقت قصير بعد نشر الفيديو على الصفحة الخاصة بالوزارة انتشرت على فيسبوك صور تحمل تعليقات ساخرة حول الفيديو أقرب إلى الكوميك أو الكاريكاتير الساخر، وأنشأ البعض "هاشتاق" على تويتر "#هشام_ارفعني_حوش_خالتي" تبادل عبره المستخدمون الأفكار والتعليقات الساخرة حول فكرة الفيديو، وتم تحميل فيديو على soundcloud يحمل عنوان النسخة الأصلية لإعلان الوزارة يحاكي الفكرة نفسها ولكن بطريقة كوميدية.

وعلى الرغم من رد الفعل الرافض والاستهجان، وحتى محاولة الاعتراض عبر الكوميديا الساخرة لهذا الإعلان، استمرت الوزارة في نشر الفيديو، بل وطالبت، في تعميم لمكاتب الوزارة، بضرورة عرضه خلال نشاطات هذه المكاتب في المدن الليبية كلها، فلا حياة لمن تنادي، ومن ليس لديها "هشام" عليها أن تلزم بيتها.