Atwasat

المزوغي يلقي أشعاره في رحاب «السعداوي»

طرابلس - بوابة الوسط: عبدالسلام الفقهي الأحد 14 يناير 2018, 04:12 مساء
WTV_Frequency

استضاف منتدى بشير السعداوي الثقافي بطرابلس أمسية شعرية، السبت، أحياها الشاعر محمد المزوغي، بباقة من نصوص تناوبت إيقاعاتها بين الغزل ومناجاة الوطن والبوح الصوفي ورثائيات هي أشبه بحوار مع الذات في محاولة لاستعادة الذاكرة المتشظية في فوضى المشهد الجاري.

وألقى الشاعر أولى قصائده بعنوان «اقوى من الموت»، مقتفيًا أثر نصفه الآخر سالكًا فيها خيار المواجهة مع الزمن، حتى ولو أدى ذلك لمنازلة الريح بالبيت القائل «أسابق الريح كي ألقاك/ تسألني عنك المسافات/ هل ميعادنا اقترب» ويلوذ بالشعر كممر يوصله بالآخر فيقول: (ذكرت في الشعر إحساسي وقلت له/ واسي الغريب وكن أم له وأبا).

ويخبرنا في القصيدة ذاتها عن حواراته القمرية كمحطة يأنس بها في غربته بقوله: (يقول لي قمر في الناي يؤنسني/ يروي حكاياه لي وما كذب).

وواصل المزوغي ببعض القصائد المحاكية للنص القرآني، مسقطًا ذلك على الواقع الحالي المعاش، مستعينًا بمشاهد معينة لها دلالتها الفارقة في التاريخ المعاصر، كما في قصيدة «كن معنا» يقول فيها: (تسألو هدهد قد جاء من سبأ/ فليس تدري الذي قاسيته سبأ) ويضيف (إن الذين رموا في التيه خطوتنا وأورثونا الأسى/ يدرون ما النبأ).

ويقف المزوغي في نص «انشطارات» عند تواشيح انفعالات عميقة غائرة في تضاريس الروح التي يحاول جرها إلى دائرة الاعتراف بقوله: (لازالت الروح لاتدري بها الروح/ كل الشروح تأويل وتلميح)، وتمضي به عاصفة القلق ببيت يقول فيه: (كانه الريح لاتدري اتحملنا/ أم سوف تغرقنا والمركب الريح).

وينتقد الشاعر في قصيدة «حصاد» الروح الانهزامية والساكنة للمواطن العربي المتكاسلة عن تصحيح مسارها، بعدما ركنت إلى الخنوع، تاركة الساحة فارغة للعابثين (نجلس كالأطفال إن قيل اجلسوا/ ونهمس إن شئنا الكلام مخافتة)، وفي بيت آخر (إذا لم نمت بالذل متنا بطلقة/ وبينهما رعب من الموت أشرس).

ويتصل بنص «حصاد» على صعيد المعنى قصيدة «لاوجه إلا ما حملت» والتي يعاين فيها الشاعر الوجه الآخر لدوائر المحنة في نسقها النفسي، ويصوغها في سؤال مباشر( متى ستحملك الرياح قصاصة /كي تستريح وانت حرف طائر)، ويعترف أن الإجابة ظلت معلقة كقصيدة تابي الختام.

ويرتاد الشاعر مرة أخري فضاء الوجد في نص «بوابة الرؤيا» ويراهن في ذلك على نافذة يرتهن إليها في ظلمة نفق تتمادى سرمديته بقوله (الحب بوابة الرؤيا لتعبرها/ عول على القلب لاتركن الى الحدق)، وتتماهى مع هذاالنص قصائد «أخر العشاق» و«تأتي بك الريح» و«خطوة في الضوء» و«أراوغ سر الماء».

وتطل من القصائد أيضًا الصورة القاتمة للوضع الحالي بكل أبعاده في لوحة يرسمها نص «محاصرون»، يقول فيه: (محاصرون ولادرب به نثق/ نقول هل ثم ضوء بعد يانفق ) ويضيف في بيت آخر: (إن الذين تولو رسم نكبتنا/ ياصاحبي اثنان دجال ومرتزق/ هذا باسم إله الكون يذبحنا/ وذاك يعو عليه الجوع والعرق).

المزوغي يلقي أشعاره في رحاب «السعداوي»
المزوغي يلقي أشعاره في رحاب «السعداوي»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
اعتماد مجموعة طوابع تذكارية لمواقع ليبية
اعتماد مجموعة طوابع تذكارية لمواقع ليبية
كتّاب ليبيا يشاركون فى معرض تونس الدولي للكتاب
كتّاب ليبيا يشاركون فى معرض تونس الدولي للكتاب
بيت إسكندر يحتفي بالذكرى الخامسة لتأسيسه
بيت إسكندر يحتفي بالذكرى الخامسة لتأسيسه
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم