في قاعة سينما الحضارة في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، نادى منادي الشعر والموسيقى، الخميس، فانطلق شعراء فن الواو يصدحون بأبياتهم المعجونة ببساطة التراث المصري، عبر أمسية على الربابة».
وفن الواو، أو كما يطلق عليه أحيانا واوات الشعر، يتألف من بيتين كل منهما يتألف من أربع شطرات مستقلة ومتصلة في ذات الوقت. تتشابه قافيتا الشطر الأول والثالث من جانب، والثاني والرابع من جانب آخر.
كما كان للرقص الشعبي الروحاني نصيب في تلك الليلة، حيث هامت روح الراقصة في فرقة رضا قمر بتنورتها في سماء المسرح الأوبرالي، وربما في سماء الدنيا كلها، بينما دندن السويسي أحمد خلف على السمسمية تلك الآلة الوترية التي جاءت من محافظة السويس (شرق القاهرة) بنغماتها المميزة . وأدى عدد من الأطفال بخفة أنثوية مازالت في عقدها الأول رقصات شعبية رائعة.
ونظم هذه الأمسية بيت إيزيس الثقافي الذي أتى من الجنوب المصري، ولم ينس جرعة العلم في حقل الفن الشعبي، فاستضاف الدكتور صلاح الراوي أستاذ الأدب الشعبي في أكاديمية الفنون المصرية، والذي تحدث عن التراث الفني شعرا وغناء.
أيضًا، شعراء الموال من كل ركن جاءوا بأبياتهم المغروسة في طين الأرض وعرق فلاحيها فكان منهم الشاعر عصام مهران معد الأمسية، والشاعر محمد عزوز والفنان النوبي رضا أحمد.
أمسية على الربابة جاءت بعد أيام من إستهداف إرهابي لكنيستين مصريتين، فحملت شعار «الفن فى مواجهة التطرف.. الأدب فى مواجهة الإرهاب»، ونسق الفعالية الشعبية هذه الشاعرة زهرة مصطفى وقدمتها الإعلامية القاصة نور الصباح، ولعل حالة الإنسجام التي ملأت نفوس الحاضرين تقول إن الفن لن يقتل أحدا ولكن ربما يحي نفوسا بزرع زهور الإنسانية داخلها.
تعليقات