Atwasat

الصحافة الورقية ترضخ لضغوط زوار المواقع الإلكترونية

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 14 أغسطس 2016, 02:08 مساء
WTV_Frequency

أصبحت مؤسسات إعلامية كبيرة حول العالم مضطرة لإعادة النظر في تغيير سياساتها بشأن إتاحة محتوى صحفها المطبوعة عبر الإنترنت بمقابل مادي، وذلك تفاعلاً مع عدم استجابة مستخدمي الشبكة الدولية لدفع تكلفة من أجل الحصول على المعلومة من الصحف الورقية.

على مستوى العالم العربي، تأثرت الصحافة الورقية سلبًا بعدة عوامل أبرزها توافر المحتوى الإلكتروني المجاني وتراجع إقبال المعلنين على نشر إعلاناتهم في المطبوعات، ولولا الإعلانات الحكومية التي تصدر عن وزارات وشركات ومؤسسات رسمية لاضطرت العديد من المؤسسات الصحفية لوقف إصداراتها الورقية والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية، إذ يتنامى دور المواقع والبوابات الإخبارية مقابل المطبوعات.

وفي مصر على سبيل المثال، سرحت عدة مؤسسات خاصة تصدر صحفًا مطبوعة صحفييها بداعي ترشيد الإنفاق ومواجهة نقص التمويل.

وهناك صحف تحولت من الإصدار اليومي، مثل «التحرير» إلى الإصدار الأسبوعي بعد توقف سابق. وكذا صحيفة «المصريون» وصحيفة «البديل» التي اكتفت بالنسخة الإلكترونية.

لا للمقابل المادي
وحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، لخص أستاذ الصحافة في جامعة «يو إس سي» في كاليفورنيا وأحد معدي دراسة نشرت نتائجها في يوليو في مجلة «إنترناشونال جورنال أوف كوميونيكيشن» الوضع قائلاً: «الناس أقل استعدادًا بكثير للدفع في مقابل الحصول على معلومات عبر الإنترنت مقارنة بالصحافة المكتوبة».

وأحصت هذه الدراسة 69 حالة بين 1999 مايو 2015، حيث تخلت صحف من البلدان الناطقة بالإنجليزية عن نظام يرغم مستخدمي الإنترنت على الدفع في مقابل تصفح مقالاتها بينها 41 حالة تخلى أصحابها عن الخطوة بشكل موقت و28 على نحو دائم.

وتدر هذه الأنظمة «جزءًا بسيطًا من إيرادات القطاع» تراوح بين 1 % في الولايات المتحدة و10 % على المستوى العالمي وفق الدراسة.

وخلص المعهد الأميركي للصحافة في دراسة أخرى أجراها هذا العام إلى أن 77 من الصحف الأميركية الـ98 التي يباع منها أكثر من 50 ألف نسخة لا تزال تستخدم نوعًا من أنواع الاشتراكات مع جزء من محتوياتها الإلكترونية أو كلها.

لكن خلال الأشهر الأخيرة، تخلت صحف معروفة بينها «تورنتو ستار» الكندية و«ذي إندبندنت» و«ذي صن» البريطانيتان عن نظامها للاشتراكات في مقابل بدل.

كذلك تخلت مجلة «نيوزويك» الأميركية عن هذا النظام مع أكثرية مضامينها، لكنها تتيح عددًا محدودًا من مقالاتها الرئيسية للتصفح مجانًا.

معلومات مجانية
أما بالنسبة إلى آلان موتر رئيس التحرير السابق في صحف في شيكاغو وسان فرانسيسكو الذي يعمل حاليًّا مستشارًا في القطاع الإعلامي، فإن الدراسة التي أجرتها جامعة «يو إس سي»، تؤكد أن أنظمة الدفع في مقابل تصفح المضامين الإلكترونية لا تدر أرباحًا إلا في حالات نادرة.

ويشير إلى أن «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«فاينانشال تايمز» حققت نجاحًا بسبب فرادة مضامينها.

ويوضح أنه «من الصعب بالنسبة لموقع إلكتروني منوع أن يفرض بدلاً ماليًّا في مقابل المعلومات التي في الإمكان الحصول عليها مجانًا بمجرد الضغط على نقرات بسيطة»، وهذا الأمر قد يحمل مفعولًا عكسيًّا من خلال إقامة «حاجز بين الصحيفة والقارئ الموسمي».

ويتسم الوضع بصعوبة خاصة على صعيد الصحف الصادرة بالإنجليزية بسبب الكم الكبير من المضامين المتوافرة بهذه اللغة عبر الإنترنت.

فما لا يزيد على 10 % من القراء في البلدان الناطقة بالإنجليزية مستعدون للدفع في مقابل الحصول على معلومات عبر الإنترنت، وفق دراسة لمعهد «رويترز إنستيتيوت» لدراسات الصحافة التابع لجامعة إكسفورد.

وترتفع هذه النسبة إلى 15 % في الدنمرك وفنلندا وإلى 20 % في بولندا والسويد و27 % في النروج.

الاستثمار في الصحافة
وعلى الصعيد العالمي، جاءت حصيلة اعتماد وسائل الإعلام أنظمة للتصفح في مقابل بدل مالي متباينة خلال السنوات الأخيرة.

ويشير المستشار المتخصص في قطاع الإعلان وصاحب مدونة «نيوزونوميكس» إلى أن «الجهات التي انطلقت بين العامين 2012 و2014 حققت نتائج جيدة في البداية لكنها تراجعت بدرجة كبيرة».

ويقول: «ما عادوا يحققون أرباحًا كبيرة لناحية الاشتراكات الرقمية الجديدة، كما أن نسخهم الورقية تسجل تراجعًا سريعًا».

ومن بين الاستثناءات اللافتة خارج إطار الصحف الأكثر شهرة، نجحت صحيفة «بوسطن غلوب» في زيادة قيمة الاشتراك فيها إلى دولار يوميًّا مع الحفاظ على 90 % من مشتركيها. كذلك زادت صحيفة «ستار تريبيون» الصادرة في مينيابوليس إيراداتها المتأتية من نسختها الرقمية.

وكي ينجح نظام قائم على الدفع، يجب النظر إلى المدى البعيد والاستثمار في الصحافة والتكنولوجيا على حد سواء وفق كن دكتور. ويقول: «هم يحتاجون هيئة تحرير كبيرة كفاية وتضم ما يكفي من أصحاب الكفاءات كي يشعر العموم بأنه يحصل على أمر كافٍ وفريد».

وبحسب مايك أناني، على الصحف أن تظهر حسًّا إبداعيًّا أكبر وتطور نماذج مدفوعة لا تؤدي إلى تنفير قرائها. وتدفع دراسته إلى الاعتقاد بأن هذه الصحف «تساعد نفسها وقراءها بشكل أفضل عندما تكون أنظمتها المدفوعة مرنة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
عزالدين الدويلي في تجربة أولى للتأليف والإخراج
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
فيلم عن سيرة بوب ديلان بطولة تيموتيه شالاميه
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
في الذكرى الـ 90 لرحيله.. محمود مختار «أيقونة» فن النحت المصري
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«أسوان الدولي لأفلام المرأة» يكرم أستاذة المونتاج منى الصبان
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
«بريتش ميوزيم» يعيّن مديراً جديداً بعد أشهر من فضيحة السرقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم