Atwasat

علي القبرون «ايقونة الطرب الليبي»

القاهرة - بوابة الوسط: أسماء بن سعيد الأربعاء 14 يناير 2015, 03:24 مساء
WTV_Frequency

ونحن نستحضر تاريخ الفن الليبي وأبرز الأسماء التي شكَّلت ذاكرته وأسست دعائمه، وساهمت في التعريف بكثير من الفنون والغناء الليبي الأصيل وتوصيله إلى دول الجوار، إما بأصواتهم وإما بألحانهم أو كلماتهم التي تغنَّى بها فنانون عرب، ونال بعضهم شهرة من ورائها.

ونحن نحاول رصد وتوثيق إرث تلك الأسماء وتقديمه إلى القارئ وإلى المتابع للشأن الفني، نجد أنفسنا بين خيارين هما الأمانة المهنية والأخلاقية وما يريد محبوه وجمهوروه أنْ يقرأوه من سيرة تلك الأسماء، فنختار في النهاية ما تستوجبه المهنية من موضوعية ومصداقية في تقديم ما أُتيح لنا في هذه السِّير من معلومات بحلوها ومرها، ونجاحاتها وانكساراتها، بعيدًا عن آرائنا الخاصة فيها.

من تلك الأسماء الفنان علي القبرون، الذي ترك وراءه رصيدًا غنائيًّا تجاوز أكثر من مئة عمل موثَّق في أرشيف الإذاعة، ولا يزال جل أعماله محفورًا في الذاكرة يرددها عشاق الأغنية الليبية، حتى بعد مرور أكثر من 50 عامًا على بعضها.

قدَّم القبرون للفن كل وقته وجهده منذ أنْ اختاره طريقًا يسلكه وهو طفل، وفي مرحلة الصبا والشباب، ومع هذا كان كل حلمه في آخر سنوات عمره أنَّ يستبدل سكنه في غرفة بأسفل إحدى العمارات «البدروم» في العاصمة (طرابلس).

بعد أنْ اتخذ منها مسكنًا على الرغم من افتقارها لأبسط مقومات الحياة الكريمة، ليسكن في بيت يليق بكونه إنسانًا أولاً وبمقامه وقدره كفنان أعطى جل عمره لرسالة الفن، وحُرم وهو في هذه الطريق حتى من تحقيق حلم أنْ تكون لديه عائلة.

محطات في حياته
التحق ‬بمدرسة الفنون والصنائع، التي كان يشرف عليها رمضان الأسود العام 1955، وفيها تعلَّم الموسيقى وتشربها حسب أصولها وقواعدها، كغيره من فناني جيله، يعتبر الموسيقار كاظم نديم الأب الروحي له، فقد تعلم على يديه الغناء والأناشيد التي قدَّمها القبرون وأبدع في غنائها مبكرًا أي منذ العام 1958.

بعد تخرجه في مدرسة الفنون والصنائع، التحق بمدرسة الزاوية الثانوية في مدينة الزاوية «غرب العاصمة طرابلس» و أحيا‮ ‬عديد الحفلات في‮ ‬ المدينة، ولأنَّ صوته كان جميلاً كان يفتتح الاحتفالات والمهرجانات بقراءة القرآن الكريم.

في الفترة من ‬1962 وحتى 1964 التحق ببرنامج «ركن الهواء» الذي كان يُقدَّم في إذاعة طرابلس و‬يشرف عليه الموسيقار كاظم نديم، وكان الفنان القبرون متأثرًا‮ ‬جدًّا‮ ‬بالموسيقار فريد الأطرش فأصبح يغني أغانيه ببراعة شديدة. ‬

من أهم أسباب ازدهار الفن والغناء في تلك الفترة وجود لجان متخصصة لإجازة الألحان والكلمات والفنانين حتى يتم اعتمادهم رسميًّا في الإذاعة، ولهذا خضع القبرون للجنة الإجازة كمطرب وكانت اللجنة مُشكَّلة من الأساتذة بشير فهمي‮ حيمة ‬ومحمد الدهماني‮ ‬ومحمد الكعبازي‮ ‬وكاظم نديم وفائق بن سلطان.

وقدَّم أغنية من ألحان بشير حيمة بعنوان «معرض بلادي » وأغنية «روحين في جسم واحد» للفنان حسن عريبي، وأغنية «لو كان توزن بالوقية حنيني» للفنان عبد اللطيف حويل، وفعلاً نجح في غنائها جميعًا بشكل مميز فنجح وتم من يومها اعتماده كمطرب معتمد.

حضور متقطع
بسبب داء السكري الذي أثَّر في صحته كثيرًا خاصة على نظره وسمعه وتسبب في تساقط بعض أسنانه، قرر أنْ تكون مشاركاته الغنائية وظهوره الإعلامي قليلاً، وقدَّم بعض الأعمال على فترات متباعدة، كانت غالبيتها قصائد وأغاني دينية.

المالوف والموشحات
بعد تأسيس فرقة «الشروق» للمالوف والموشحات العام 1988 بقيادة مفتاح علي‮، انضم لها صحبة أبرز المطربين وقتها ومنهم الفنانون عبداللطيف حويل ولطفي العارف وراسم فخري‮ ومحمد رشيد ‬ومحمد فتحي‮ ‬وأبو عجيلة الشريف‮ ‬وخالد عبد الله وغيرهم. ومن أعماله «‬وين عدى وين‮ ‬يا عيوني‮» و«‬الليل قاسي‮ ‬يا بعيد الحيرة‮» ‬و«راحلة‮ ‬يا راحلة‮ » و«مستنيك‮» و«‬لانسيت ولاخليت من‮ ‬ينساهم».

وتوفي القبرون في 14 مارس 2013 بأحد مستشفيات تونس وتم دفنه في ليبيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم