Atwasat

عطية باني لـ«الوسط»: الغوغائية وإثارة الفتنة هي سمة الإعلام الليبي الآن

القاهرة - بوابة الوسط: أسماء بن سعيد الأحد 23 أبريل 2017, 04:01 مساء
WTV_Frequency

عطية باني اختار دوماً أن تكون له بصمته المميزة في برامج المنوعات، والذي استطاع أن يضفي عليها طابعاً جديداً عما بدأت به، كما أنه تميز في تقديم البرامج الثقافية والفنية. ولأن باني فنان له تاريخ حافل ومميز، اخترناه في «الوسط» ليكون في ضيافتنا نقلب معه أوراقه ونستعيد معه بعضاً من ذكرياته من المرحلة الابتدائية والإذاعة المدرسية مروراً بالنشاط المدرسي وحبه المسرح، والحديث معه لحال الإعلام اليوم وما وصل إليه.

* إذا أخذتنا معك في رحلة داخل ذاكرتك حول طفولتك وبداياتك.. ماذا تقول؟

بدايتي كانت من خلال الإذاعة المدرسية في مدرسة «الحويجات»، التي أصبحت فيما بعد تعرف باسم مدرسة «جيل الثورة» في منطقة «ماجر» في زليتن، وتحديداً في الصفين الخامس والسادس من المرحلة الابتدائية وحينها كنت أنقل بعض النصوص من كتب القراءة وأقدمها لأستاذ اللغة العربية، وأقرأها مرتين أسبوعياً في الإذاعة المدرسية. بعدها أسرني تقليد الشخصيات، فكنت أتجول بين كبار السن الموجودين وآخذ كل منهم كنموذج، وأسجل مشهداً كوميدياً على «شريط» أعرضه على أصدقائي، وعندما تسرب الموضوع إلى المدرسة استدعاني أحد الأساتذة وسألني: «لماذا لا تنضم إلى النشاط المدرسي»، فانضممت للمسرح المدرسي، إلى جانب كوني أحد المنضمين إلى الكشافة.في الصف الأول الثانوي شاركت في عدة مسرحيات مدرسية، منها «الإنسان والظل ،»«الإسكندر الأكبر» التي لعبت فيها دور الإسكندر وشاركنا بها على مستوى البلاد وتحصلنا على الترتيب الثاني، أثناء بروفات المسرحية أتذكر مدرساً فلسطينياً كان يواظب على حضور البروفات، وأثناء مشهد قتلي أخي «بطليموس» والجلوس بعدها والبكاء ندماً كان يبكي هو الآخر بحرقة ويغادر المكان، وحين سألناه عن سبب بكائه كلما تكرر المشهد أخبرنا بأنه كان لديه أخ قتل على أيدي قوات الاحتلال في فلسطين أمام عينيه، وأن الممثل مقنع جداً ومتمكن لدرجة أني أستحضر لحظة مقتل أخي كلما شاهدته يؤدي المشهد. بعدها انتقلت إلى مدينة بنغازي واستكملت دراستي في معهد «ناصر» للمعلمين، وكان المدير حينها عبدالعزيز زواوا، رحمه الله، وهو من الشخصيات التربوية المحترمة جداً، فلعبت حينها دور الوسيط بين طلبة مدينة زليتن وطلبة مدينة بنغازي، والتحقت بالنشاط المدرسي في المعهد وقدمنا عدة مسرحيات منها «الخفافيش الباكية»، وأذكر أن من بين الطلبة الذين كانوا موجودين في النشاط المدرسي حينها الفنان ميلود العمروني، بعدها انتسبت لفرقة «المسرح الحديث بنغازي» وكان مديرها الفنان علي أبو جناح، وكان موجوداً فيها من ضمن الممثلين خليفة الحوات وصالح الأبيض، وقمنا بعمل بروفات على مسرحية «نوارة»، ولكن لظروف شخصية اضطرتني للعودة لمدينة زليتن فلم أشارك معهم العروض الرئيسة.

* أين وصل حلم المسرح معك بعد العودة إلى زليتن؟

التقيت مجموعة من الشباب منهم عيسى حمودة وفتحي القدار ومكي حمودة ومفتاح وفتحي بن خليل، وأسسنا فرقة مسرحية بعد اعتمادها من إدارة الإعلام في المدينة، وكانت باكورة أعمالنا في العام 1984 مسرحية «شنو الفرقة، وللأسف زملائي لم يستطيعوا الاستمرار فحلُت الفرقة وتحول مقرها لبيع الملابس. وفي العام 2012 قام مجموعة من الشباب بإعادة إحياء الفرقة تحت مسمى «فرقة المسرح الوطني زليتن»، والطريف في الموضوع، حين قدموا أول عمل مسرحي باسم الفرقة لم يتم لا دعوتي ولا تكريمي باعتباري مؤسس الفرقة في الأساس.

* كيف جاءت النقلة من المسرح إلى التلفزيون؟

في العام 1988 قدمت فكرة برنامج لإدارة النصوص في الإذاعة باسم «رحلة فنان» التي يشرف عليها عبدالله الغنيمي، والتي عرضت بعد ذلك على لجنة المراقبة التي وجهت لي بعض الملاحظات بعدها وافقوا على إعدادي وتقديمي البرنامج الذي نال ردود أفعال جيدة من الأهل والجيران. «رحلة فنان» أخرج حلقاته الخمس الأولى محمد الشويهدي، وبعدها درت يا عاشور» وشاركنا بها في مهرجان «النهر الصناعي»، في العام 1986، كما شاركنا كفرقة في مهرجان «الفاتح» في مدينة طرابلس بمسرحية «همسة حب»، وفي الوقت نفسه التحقت بالتلفزيون، ولأن المسرح يحتاج لإدارة وجهد ووقت مضاعف لم أعد أستطيع أن أوفق بين المسرح والتلفزيون، فقررت مغادرة تولى أبو بكر سويسي إخراج باقي الحلقات، وكان عبارة عن ثلاثين حلقة استضفت من خلاله أسماء مهمة في مجالي الثقافة والفن، منهم الفنانون عياد الزليطني وحسن عريبي وإسماعيل العجيلي وأحمد الغزيوي وكاظم نديم ومحمود كريم والكاتب علي فهمي خشيم وغيرهم. وأذكر أن البرنامج تزامن عرضه مع ملتقى للأدباء والفنانين والكتاَّب والذي كان يعقد في قاعة الشعب في مدينة طرابلس، بحضور عبدالسلام جلود وفوزية شلابي التي كانت تتقلد منصب أمين الإعلام حينها، وكنت أحد الحضور، وفوجئت بطلب عبدالسلام جلود أن أقدم وجهة نظري قائلاً: «بالله نبي نسمع رأي هذا الشاب باعتباره يقدم في برنامج أشاهده على التلفزيون»، وهذا الموقف أربكني فتلعثمت خصوصاً في وجود ثُلة من القامات في عالم الثقافة والفن والأدب.

لا أؤمن بالتقشف في الإنتاج الفنى

 

وبعدها قدمت عدداً من البرامج منها «أنغام وحوار» وهو برنامج مباشر مسموع استمر لمدة أربع سنوات، استضفت من خلاله نجوماً من ليبيا ومن أرجاء الوطن العربي كافة، وكذلك قدمت فكرة برنامج «عشرة على عشرة» على التلفزيون ما بين العامي 1992و 1993، بالإضافة إلى برامج «عيون» و«بلد الطيوب » و«لمة سمر»، وفي العام 1996 تحصلت على جائزة أفضل مقدم برامج، وأفضل برنامج عن «أرقام وألوان»، كما تحصلت على جائزة أفضل مقدم برامج حسب استبيان أجرته جريدة «الجماهيرية» حينها. لتتوالى بعد ذلك عدة برامج منها «النادي المرئي»، «غوالي»،«عشاق القمر»، «شارع الأحبة»، وصولاً إلى «هايل»، والذي تم تقديمه في العام 2009، وهو برنامج أعتبره مختلفاً عن كل ما قدمته خصوصاً في فكرته التي يتقمص فيها الضيف شخصية افتراضية غير موجودة، وتم استضافة عدة شخصيات من الأدباء والكتاَّب والفنانين والإعلاميين والصحفيين، وما زلت أحتفظ بمراسلة من بشير بلاعو الذي كان مديراً للإذاعة حينها يقول فيها إن البرنامج من البرامج المهمة للقناة وقد تحصل على أعلى نسبة مشاهدة، وكان تقدير الرقابة منع بثه في «الجماهيرية»، والتي كانت قناة الدولة الرسمية لهذا تم عرضه على «الشبابية» وذلك لحساسية المواضيع التي كان يناقشها، وبعدها حدثت مشكلات في العام 2010 بعد أن خصم مدير عام الإذاعة، علي الكيلاني، قيمة 10 % من العقود ووصلت هذه الأزمة إلى القضاء الذي ما زال ينظر فيها حتى الآن، لاستمرار بعض الزملاء في قضيتهم مثل المخرج بشير الضاوي والمنتج إبراهيم أغنية، والإعلامي فوزي المصباحي.

* أعلنت تقديم برنامجي «الفصل »و«الأبواب السبعة».. متى يظهران للنور؟

تعذر تقديم هذه البرامج لعدم وجود ميزانية في الهيئات والوزارات المتخصصة بالثقافة والإعلام، كما أنني إنسان أحترم نفسي ولا أؤمن بالطوارئ ولا التقشف في الإنتاج خصوصاً في صناعة الدراما والجرائد والتلفزيون والبرامج والإعلام.

* ما هو تقييمك للإعلام الليبي الآن؟

للأسف، سيئ السمعة، والغوغائية وإثارة الفتنة والتناحر هي سمة الموجود على الساحة الآن سواء من القنوات أو من يصنفون أنفسهم إعلاميين، حتى يبدو لي أن غالبيتهم لا يريدون استقرار الوطن. ومجمل الموجود حالياً هو إعلام غير مهني لأن الحرية غير مطلقة كما يعتقد البعض، وحين يتحول التلفزيون إلى مجرد أداة للسب والقذف، سيحيد الإعلام عن دوره الأساسي ويتحول للأسف إلى مزبلة النقد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم