Atwasat

أراوح الشهداء تتساءل: ماذا فعلتم بليبيا؟

أم العز الفارسي الإثنين 17 فبراير 2014, 01:04 مساء
أم العز الفارسي

اليوم تمر الذكري الثالثة لثورة فبراير المجيدة. الثورة التي اسقطت الطغيان والجبروت. تمر وكلنا قلق علي مصير الوطن الذي عمد بدماء الشهداء، والليلة دون كل الليالي يشهد القمر بأن أرواحهم الحائرة المتسائلة تهتف بنا (ماذا فعلتم بليبيا) عروس المتوسط؟ والي متى سيظل اليتامي تائهين، والحبيبات باكيات والأمهات شاكيات؟ وسنقول لهم جميعا وسنعدهم لن تضيع أهداف فبراير.

لن تضيع أرواح الشهداء ولا آلام الجرحى ولا مصائر المفقودين. سيلتئم جرح الوطن، وستشرق شمس العدالة، والحق دوما له الغلبة كما تعلمنا من دروس التاريخ، فوطن بكل هذا العنفوان سيكون له على خارطة العالم مكانة مهما طال النضال، وتبقى ليبيا كما نريد، لا كما يراد لها.

بين ليبيا اليوم وليبيا التي نريد مؤسسات شلت نتيجة عجز العاملين فيها على الوفاء بمتطلبات المرحلة الحرجة من تاريخنا، بالرغم من سهر القوى الوطنية وحرصها علي ايجاد البدائل والحلول، فعشرات المبادرات لم ترق لاخوتنا في المؤتمر الوطني واستصعبوا فهمها، واتوا بخارطة قد نتوه فيها ولانجد للعودة من بديل. إن الاحتكام للشرعية لا يعني القبول بعجزها وأخطائها، بل الاستعداد لتقويمها ووضعها علي المسار الصحيح.

أمامنا اليوم هيئة تأسيسية للدستور سيختارها الليبيون وستنجز مشروع الدولة والمؤسسات الدستورية، وما على المؤتمر الوطني الإ الامتثال لإرادة الشارع المحتقن وتسليم السلطة طوعيا لمن يختاره الليبيون. وستظل خرائط الطريق وسيلة من وسائل التواصل والتداول السلمي لسلطة سئم الليبيون التلويح بها، وهم اليوم أدرى بما يريدون لبلادهم ولأنفسهم.