طالبت مصلحة الآثار التابعة للحكومة الموقتة، القيادة العامة للجيش الليبي بالتدخل للحفاظ على المعالم الأثرية في مدينة صبراتة.
واستنكرت المصلحة في بيانٍ لها، اليوم الأحد، أعمال التخريب والتدمير التي طالت بعض المعالم الأثرية بمدينة صبراتة، إثر «تعرضها لبعض الأضرار من قبل العصابات الإجرامية التي تسيطر على المدينة، والتي تتخذ قانون الغاب قانونًا لها فلم يسلم من بطشها وطغيانها لا البشر ولا الحجر»، وفقًا للبيان.
وكانت «بوابة الوسط» نقلت، أول من أمس، عن مصدر بمصلحة الآثار إن المسرح الرئيسي في صبراتة قد أصابته شظية بسبب المعارك، وأشار إلى محاولات مسؤولي المصلحة الوصول إلى منطقة الآثار لتفقد الأضرار لكنهم فشلوا بسبب تواصل الاشتباكات، لافتًا إلى طلب المصلحة من المجلس الرئاسي التدخل لحماية الآثار الرومانية بالمدينة من القصف العشوائي.
وقالت المصلحة في بيانها إن «العبث الذي يتعرض له الموروث الثقافي الليبي بين الفينة والأخرى تتابعه بكل حُرقة وألم»، مضيفةً أن «الآثار ليست مجرد حجر بل حضارات كانت قائمة ذات يوم، ولأن حمايته من الأخطار التي تهدده تقع على عاتق الجميع؛ ليبقى سليمًا معافى للأجيال القادمة ويكون دليلاً ماديًا على حضارتنا وماضينا الموغل في القدم».
ونبهت إلى أن هذه الأساليب والتصرفات تعتبر مؤشرًا خطيرًا وبداية لفتح باب فترة مظلمة، يسعى لها أعداء بلادنا لطمس التاريخ والحضارة الليبية، وتابعت: «ولكن ستبقى آثارنا تبعث فينا الأمل لعودة دولة القانون والمؤسسات في ربوع بلادنا الحبيبة كافة، ولن نتوقف بالمطالبة بترسيخ القانون واحترام الموروث الثقافي الليبي وحمايته من عبث العابثين».
وكان مدير مكتب الإعلام بغرفة عمليات محاربة تنظيم «داعش»، صالح قريسيعه، قال في وقت سابق إن هناك العديد من الأضرار المادية بوسط المدينة، أهمها تضرر المسجد العتيق والمجمع الإداري، كما تم قصف بعض منازل المواطنين ووضع قناصة في منطقة الآثار الرومانية.
كما أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» عن قلقها من اندلاع أعمال عسكرية قرب وحول آثار مدينة صبراتة، داعية الأطراف كافة لوقف أعمال العنف، مطالبة الأطراف كافة بضمان حماية التراث الثقافي لمدينة صبراتة، والذي «لا يقدر بثمن» وبشكل خاص متحف صبراتة.
تعليقات